مؤساة سجينة لأبوطلال الحمراني

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-04-12

مأساة سجينة!! 

أخبرني صديق ليعمل في المباحث أن إحدى مرافقات السجينات في السجن المركزية جاءت إليه، وتحدثت معه حول حالة فتاة تم الحكم عليها بالسجن 15 سنة، لكنها ما زالت غير متقبلة هذا الحكم، وعازلة نفسها عن السجينات، وفي حالة بكاء دائم، فحاولت التقرب منها ومواساتها ومعرفة قضيتها وسبب حزنها، فشرحت للمرافقة معاناتها وقصتها.. حث روت لها أنها ابنة عائلة محترمة جداً، مقيمة في بيت بجانب بيوت أعمامها، لكنها في يوم من الأيام شعرت أن شابا يلاحقها من مكان إلى مكان، حتى في الجامعة، فنصحتها صديقات السوء أن ترافقه وتتسلى معه. وبالفعل تواصلت معه، وكونت معه علاقة، ووقعت في غرامه. أصبح مع الوقت يطلب منها المال، فصارت تسرق ذهب والدتها وأخواتها وتؤمن له المال، خدعها ابأن يتزوجها، حتى كانت تراه بعينيها زوجها المثالي الذي لن تتركه، ولن يتركها يوما. وبعد مرور فترة من تعارفهم كلمها أن لديه أغراضا يريد أن يخبئها عندها، وأخذ وعدا منها أن لا تقوم بفتح الأكياس، ولا تخبر عنها أحداً، ولأنها كانت غرة ولا خبرة لديها وافقته وتسلمت منه الكيسين ووضعتهما في مكان معين على سطح بيتهم، وقطعت للشاب وعدا بأن يطمئن على الأمانة.

بعد مرور أسبوع تقريباً طرق باب بيتهم رجال المباحث، ومعهم إذن من النيابة في تفتيش البيت، صدم الأب وشرح لهم أنه من عائلة محترمة، وليس لديهم أحد يخالف القانون بشيء، لكنهم أصروا على تفتيش بيته، وافق وأدخلهم المنزل، وقاموا بالتفيش، فصعدوا السطح وبحثوا فيه ووجدوا المخدرات.. صدم الأب بوجود المخدرات وانفضحت عائلته. وقامت النيابة بحجز الأب وأبنائه جميعا، وأحالتهم للتحقيق. خافت الفتاة بعدما علمت أن الأكياس التي خبأتها كان داخلها مخدرات، وأنه بسببها تعرض والدها وإخوتها للإهانة والفضيحة بين الناس. عاشت الفتاة بحالة هستيرية، فذهبت إلى ضابط المباحث وشرحت له أن هذه الأكياس تعود لشخص وعدها بالزواج، ورجت الضابط أن يستر عليها دون علم أهلها، قرر الضابط أن يساعد بشرط أن تثبت براءتها وصحة كلامها، وطلب منها أن تقوم بالاتصال على الشاب الذي خدعها، وتستدعيه لكي يأخذ المخدرات منها، لكن الصدمة أن الشاب كان لديه علم بالمداهمة. واتضح فيما بعد أنه عندما ألقي القبض على تاجر المخدرات الذي يعمل عند الشاب أعطاه المخدرات لكي يخبئها عنده، فأخبره أن لديه علاقة مع فتاة غبية سوف يعطيها الأكياس لتخبئها عندها، فهي أبعد عن التهمة، وأعطى معلومات الفتاة لتاجر المخدرات. وعندما اتصلت على الشاب أمام الضابط أنكر معرفته بها، فانهارت الفتاة. فتم إلقاء القبض عليها وحكم عليها بالسجن 15 عاما.

أصيبت العائلة بصدمة عظيمة بعدما عرفت الحقيقة، وتبرأ والد الفتاة منها، حتى إن الفتاة كانت تتواصل معه في السجن فلا يرد عليها، وبعد مرور فترة الحكم خرجت الفتاة، ولم تجد أمامها أي أحد من عائلتها، فقد انتقلت العائلة إلى مكان آخر بسبب الإحراج، فقامت الحكومة بتوفير مسكن يؤويها.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا