(3)
28/7/2013
الساعة:4:30 عصراً
وقف بدر أمام منزل والد خليل، فقد عاد خليل إلى العيش في منزل والده بعد الحادثة، انتظر لدقائق قبل أن يفتح خليل الباب، كان شاباً وسيماً لكنه في حالة مزرية، شعر أسود طويل مبعثر، لحية كثيفة، نظارة طبية متسخة، إنه يرى عالما ضبابيا حقا، نظر إليه قائلا بصوت جريح:
- ماذا تريد؟
- أصبحت وحيدا في الشقة بسببك، تركتني زوجتي بسبب قصتك البلهاء
أشعل خليل سيجارة كثيفة الدخان:
- حقا! هذا جيد.
- أنا لا أمزح
- وماذا تريد مني؟
-الحقيقة، أخبرني ماذا حدث؟
- لم أصدق زوجتي، لم أصدق ملاك.
ودمعت عيناه... قبل أن يتابع بكلمات بطعم الدموع المالحة:
- كانت تقول لي أن الشقة مسكونة لكني لم أصدقها.
- كيف عرفت إن الشقة مسكونة؟
- كانت تسمع صوت خطوات ليلا، طرقا على الأبواب، تسمع أصوات أشخاص في الشقة، تشم رائحة حرق أحيانا، تشعر بأنفاس قربها بالفراش، لكني كنت أقول لها، صوت الجيران، الرياح، التكييف، طبخ جيران، أو لعل الغاز لم يكن مغلقا.. استطعت إقناعها لأنها لم تكن متأكدة من أي شيء وخاصة إن الشقق الثلاث الأخرى سليمة بالإضافة إلى الدور الأرضي الذي يسكن فيه صاحب المنزل، للأسف تجاهلتها فرأت ما لم تتحمله، هربت إلى الخارج ولم تلحظ السيارة المسرعة، التي صدمتها فطار جسدها خمسة أمتار قبل أن تسقط أرضا على وجهها ويحتك بالأرض لثلاثة أمتار وتنتزع كل ملامحها.
- لا حول ولا قوة إلا بالله
- سكنت بالشقة لمفردي بعد الحادثة أردت أن أكفر عن ذنبي، أردت أن أرى ما رأته ملاك.
- وماذا رأيت؟
- الكثير، كل ما قالته كان حقيقيا، لكني نجوت.
- ماذا حدث؟
سوف تنزل إليك امرأة عجوزاً ليلا تطرق باب شقتك، لا تفتح لها الباب أبدا، هذا كل شيء.
- ماذا؟
- هذا كل ما لدي... أنت بين اختيارين، إما أنت تصدق ما يقوله صاحب المنزل الذي لا يهتم بحياة المستأجرين ويهتم فقط بأموالهم والذي يتهمني بالجنون، وإما أن تصدق من ماتت زوجته لأنه لم يصدقها ويريد أن ينقذك أنت وزوجتك.
- هذا يكفي، أخبرني المزيد، أريد التفاصيل، لماذا وقفت أمام المنزل؟ لماذا أفزعتني، أنا وزوجتي؟
-كنت أحذر كل من أجده متجها إلى تلك الشقة، فكرهني صاحب المنزل، في البداية كان متعاطفا معي، لكن وبعد أن عجز عن تأجير الشقة بسببي، صار يتهمني بالجنون أمام الجميع.
- لكني لم أجدك، عندما استأجرت الشقة؟
- ابتعدت عن المنزل، بعد أن هددني صاحب المنزل أكثر من مرة، لكني لم استطع الابتعاد طويلا، كنت أخشى من أن تسكن الشقة عائلة جديدة، وهذا ما حدث بالفعل، لذلك ذهبت إليكما لتحذيركما.
- كل ما قلته بلا قيمة، أريد التفاصيل، أريد دليلا.
صمت خليل، وفي عينيه نظرة مرعبة:
- تريد التفاصيل؟ حسنا لك ذلك.
وتحول خليل من شخص مثير للشفقة إلى شخص مخيف.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا