حدث ولم يحدث 11 للكاتبة حصة العبدالرزاق

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-06-18

"أعظم ردٍ على من خذلك، هو أن تصبح أقوى بعد خذلانه لك" 

عزيزي القارئ"،

كما وعدتك "، مفاجأة بعد أن انتهت القصة !!

كل ما حصل ل بطلتنا (لولوة) كان بسبب زواجها من رجل مُحيّط، متمكنة منه خُرافة تسمى: "مجتمع ذكوري"، وهو من قام بالتخطيط لزعزعة أمن ونجاح حياتها ..

ربما قد تفكر (لولوة) بتفكير من نوع: 

"ماذا لو لم أقبل الزواج به" .. أو: "ماذا لو لم التقِ به" .. أو بالأصح: "ماذا لو لم أجد محفظتي المفقودة في المطار في ذاك اليوم ولم أسافر" ..

ما رأيك بأن نحقق هذا الحلم لها؟ نعم، سنطلق العنان لخيالنا بنوع من أنواع الخيال يُسمى: "التاريخ البديل"، ونتخيل معاً: 

ماذا كان سيحصل لها عن لم تجد المحفظة في المطار في ذاك اليوم؟ 

ماذا لو لم تسافر؟

ماذا لو لم تلتقِ ب (فهد) وتقبل بالزواج منه؟

ماذا لو كان ما لم تتمناه، هو الأفضل لها؟!

كيف ستكون حياتها؟

ماذا سيجري لها؟

هل من الممكن أن تُحقق "صفقة العمر" بعيداً عن ما جرى في هذه الرحلة؟

سنبدأ معاً، من حيث فقدت محفظتها، وستتغير الأحداث هذه المرة حسب رغبة خيالها ..

تُرى .. ماذا سيُحل بها ..؟

هل فعلاً سيكون فقدان المحفظة هو ما يغيّر مجرى حياتِها؟

 

أتمنى لكم قراءة ممتعة ..

الكاتبة ..

 

(1)

 

- اتجهت إلى البوابة المزدحمة نسبياً وهممت بإخراج التذكرة استعداداً للدخول لرحلة (الولايات المتحدة الأمريكية} فلم أجد في حقيبتي المحفظة التي تحتوي على النقود  والتذكرة!! يبدو إنني نسيتها في المكتبة، نعم !! فهي آخر مكان أخرجت فيه المحفظة لدفع ثمن الرواية، فعدت إليها مسرعة لأستطيع اللحاق بالرحلة فلم يتبق سوى بضع دقائق على الإقلاع، عدت إلى المكتبة وسألت البائع الآسيوي إن كان قد رأى المحفظة أو انتبه لنسياني لها، فكانت المفاجأة أنه أجابني بالنفي، فعلى جد قوله أنه لم يرَ أي مفقودات لأحد!

فخرجت متتبعة مساري الذي سلمته من المكتبة إلى البوابة في أول مرة، علّني أجد أثراً لها فربما تكون قد سقطت مني دون أن أنتبه لها، ولكن دون جدوى !!

خرجت خائبة من المطار، استقليت سيارة أجرة وعدت أدراجي من حيث أتيت، وصلت المنزل، وكان أفراد أسرتي بالحديقة وقد أنهوا إفطارهم للتو، اندهشوا لحظة دخولي الحديقة، فهو أمر غير متوقَع بالطبع6، استقبلني شقيقي (خالد) قائلاً باستغراب: 

- ماذا بكِ؟ هل نسيتِ غرضٍ ما؟

أجبته بملامح حزينة وبإيماءة رأس كناية عن النفي، فأكمل قائلاً: 

- إذاً لماذا عدتِ؟ ماذا عن الدورة الخاصة بعملكِ؟

- فقدت محفظتي التي تحتوي على النقود وتذكرة دخول الطائرة في المطار! 

- كيف حصل هذا، ما أعرفه عنك هو أنك حريصة على أوراقكِ أثناء السفر، حسناً، سأقوم بحجزٍ لكِ على أقرب رحلة.

- لا تُتعب نفسك، فالرحلة تستغرق وقت طويل، وطالما إنني لم ألحق برحلة اليوم، فلن أتمكن من الوصول قبل بدء الدورة. 

- لا بأس، ولا داعي للحزن، بإمكانكِ اللحاق بعدة دورات في المرات القادمة، فأنتِ دائماً ما يتم اختياركِ لمهام كهذه.

استأذنتهم لأرتاح قليلاً، دخلت غرفتي والحزن الشديد ينتابني وأنا أفكر بخوف من مديري الشديد الصارم، الذي سيغضب لو علم إن فقدان المحفظة أضاع رحلتي، كيف سأنقل له هذا الخبر؟ حقيقة لا أعلم ..

في اليوم التالي في المكتب، استغربن زميلاتي بأنني لم أتغيب عن العمل ولم أسافر، فرويت لهن ما حدث في المطار، وكان يتوجب علي أن اتجه على الفور إلى المدير وأخبره بذلك ..

وفعلت !!

دخلت مكتبه بعد أن استأذنت من سكرتيره الخاص، وعندما رآني، تساءل بدهشة يشوبها بعض الشدة، قائلاً: 

 - ألم يجدر بكِ اللحاق برحلة (الولايات المتحدة الأمريكية) التي قد نسقناها لكِ صباح الأمس؟

- نعم صحيح، ولكنني ... بصراحة ... أ ...، أضعت محفتي التي تحتوي على تذكرة دخول الطائرة أثناء تجولي في المطار!

رد بغضب شديد لم اعتده منه بهذه الدرجة، قائلاً: 

- كيف لشيء مهم كهذا أن يضيع منكِ(، أنت تعلمين إننا نتعاقد مع الشركات التي تقدم هذه الدورات، وكم يكلفنا هذا الأمر، ولا تَخفى عليك تكاليف السفر المدفوعة الثمن بالكامل6، يبدو إنك لا تستحقين هذا المنصب وهذه المهام، فأنت لستِ ذات مسؤولية، ولا يمكن الاعتماد عليكِ في أمور هامة ومكلفة مادياً كهذه !!

أجبته والدمع يكاد يتساقط من عيني: 

- يا أستاذ أنت تعلم مدى حبي وتعلقي بالعمل، وكم إنني حريصة على حضور هذه الدورات التي تطور من قدراتي، ولكن حدث ما حدث مصادفة، ولم أكن معتمدة الأمر!

- لا داعي للنقاش، أنت مفصولة من العمل، بإمكانك استلام مستحقاتكِ من قسم المحاسبة، وتفضلي غادري المكان مشكورةً !!

قلت بصدمة وارتباك: 

- ولكن، ... سامحني أرجوك ... إنها المرة الأولى التي ....

- انتهى !! تفضلي بالخروج ..

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا