النابض المتسلل: منتصف الأربعينات: الولايات المتحدة الأمريكية
وجدت السيلي بوتي نتيجة لجهود صانعي آلات الحرب الفاشلة في إيجاد مطاط صناعي بكلفة زهيدة، وبالمثل فإن النابض المتسلل، الذي يمكنه نزول الأدراك برشاقة وخفة، كانت نتيجة لمحاولة فاشلة من أحد المهندسين لإنتاج وسيلة مضادة للاهتزاز تحمي معدات السفن من تأثير رجحان السفينة أثناء الإبحار.
كان المهندس البحري ريتشارد جيمس، في أوائل الأربعينات، يختبر بعض أنواع النوابض الدقيقة والسريعة التجاوب من أجل اختراع نابض يوازن بشكل فوري حركة الأمواج التي تضرب السفن والمراكب في البحر. فقام بوضع مجموعة من النوابض حول أحد الأجهزة البحرية الحساسة، مثلا أن يفسح ذلك في مجال إبرة الجهاز للعمل دون أن تتأثر بالتأرجحات والميلانات. وفشلت محاولته، إلا أن الفشل تحول فيما بعد، وعلى نحو غير متوقع، إلى لعبة ساحرة.
فعن طريق الصدفة، اصطدم جيمس في مخبره المنزلي، في أحد الأيم، بأحد النوابض التجريبية الموضوعة على أحد الرفوف، فلم يقع النابض بسرعة على الأرض، بل زحف ببطء على رف أخض، ثم إلى كومة من الكتب، ثم على الطاولة، واستقر أخيراً منتصبا على الأرض. ولدت الحادثة فكرة في ذهن جيمس فاجري تجربة سريعة، أكتشف فيها جبرة النابض في هبوط الأدراك. وعرض الأمر على زوجته، فبادرته بقولها، إن هذا الاكتشاف يجب أن يتحول إلى لعبة. وبعد يومين من التقليب المستمر لصفحات العجم، استقرت زوجته على ما شعرت أنه أنسب صفة في اللغة الإنجليزية لحركة النابض التي تشبه إلى حد ما حركة alôàban Slinky أي المتسلل.
لا تزال بيتي جيمس، إلى اليوم تدير الشركة التي أسستها عام 1941، بمساعدة زوجها لصناعة النوابض المتسللة. وقد عثر العلماء بمرور الأيام على اكتشافات عملية متنوعة للنابض. فحمله جنود الاتصال في حرب فيتنام، وكانوا يقذفونه فوق شجرة عالية ليعمل بديلا مؤقتا لهوائي الراديو. واستخدم، بعد تعديله، لقطف ثمار جوز البلقان، إضافة لاستخدامه بأطلاقه عالياً في مكوك فضائي في اختبارات تأثيرات صغر الجاذبية الأرضية حسب قوانين الفيزياء المتعلقة بميكانيكية النوابض. استخدام النابض المتسلل، أخيراً، مولد يبث الأمواج باستمرار في الفضاء.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا