المخيلة القاتلة لحور عبدالعزيز

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-08-24

مخيلة قاتلة لم يسبقهم إليها أحد 

شهوة حب المال عمت بعض الخلق وصارت غاية لها يطلبون، وبها يرضون، ومن أجلها يغضبون، وبسببها يوالون، وعليها يعادون، وكم قُطعت أرحام في سبيلها، وسُفكت دماء بسببها، ووقعت فواحش من أجلها، ونزلت القطيعة وحلت البغضاء، وفرق بين الأخ وأخيه، وتقاتل الأب مع ابنه، وتعادى الأصحاب والخلان

هي فاجعة مؤلمة سببها المال أعمت عيونهم عن هوية الضحية

 

البداية

2015مأ 1436ه

محافظة طرسوس

عاد الأكاديمي أحمد من عمله مهندسا وأستاذا جامعيا في جامعة حلب

وما أن دخل منزله بقرية الشيخ بدر حتى فوجئ بمشهد لن يتخيله أبدا

ثلاث أشخاص مقنعين ينتظرونه

وقبل أن يصرخ يهاجمونه وينهالون عليه ضربا حتى فقط وعيه ثم قاموا بتوثيقه وطعنه بأبشع طريقة حتى توفي

تم اكتشاف هذه الجريمة البشعة بعد اختفاء الدكتور وتغيبه عن عمله بالإضافة لأصدقائه الذين كانوا يحاولون الاتصال به لكن جهازه مغلق

وما أن دخل رجال الشرطة المنزل حتى فوجئوا بمشهد يشيب له الولدان

فقد عثروا على جثة الأكاديمي وقد قتل بطريقة مروعة

فقد تم ذبحه بطريقة مقززة وذلك من خلال إدخال السكين في فم المغدور والدوس بالقدم لجعلها تخترق عضلات وعظام الرقبة، ثم تكرار العملية مرة ثانية للتأكد من أن الضحية لفظت أنفاسها الأخيرة.

كان الأستاذ الجامعي وبحكم مسؤوليته ومركزه الأكاديمي من أنصار الرئيس السوري الأسد

وبحكم أن مرتكبي تلك الجريمة متمكنين ومحترفين فقد خطر لرجال الأمن أن القتلة من أنصار التيارات والجماعات المسلحة المعارضة للرئيس السوري

كان القتلة متدربين وكأنهم مخططين لجريمتهم فلم يعثر على أي بصمات للقتيل كذلك عطلوا جهاز تسجيل التصوير الموجود أصلا في بيت القتيل للحماية

كانت محتويات المنزل مبعثرة مما يدل على أن الدافع كان السرقة وانتهت الحلقة دون توجيه تهمة لأحد

كانت جريمة ذبح الأستاذ وتصفيته بطريقة مقززة وحشية بدت وكأنها ذات دافع سياسي وطائفي

ولم تتمكن الشرطة من القبض على الفاعلين وبقيت الجريمة مقيدة بلا فاعل لكن عيون المباحث بقيت تتابع القضية

مرت عدة أشهر.. حتى تساقط القتلة واحد تلو الآخر وكانت المفاجأة

فقد تبين أن القتلة هم أبناء الضحية وزميل لهما

ثلاثة خططوا وبدقة وإتقان لتنفيذ مخططهم البشع وأعدوا كل شيء لكنهم ظنوا أنهم سيفرون من العقاب ولم يعلموا أن العيون كانت ترصد وتراقب تحركاتهم خاصة أن أبناء الضحية المتهمين لم يبد عليهم أي تأثر بمقتل والدهم

فقد اعترف أبناء الأستاذ الجامعي حازم ويامن أنهما خططا لقتل والدهما لمدة شهرين فاتفقوا مع صديقهم أحمد على تنفيذ جريمتهم مقابل إعطائه مبلغا ماليا ثمنا لاشتراكه بالتخطيط والتنفيذ

ثم قام الأطراف الثلاثة باتباع أقصى درجات التمويه والحذر وارتدوا قفازات لمنع ترك أي بصمات في مكان الجريمة

ورغم امتلاك الثلاثة لأسلحة حربية كالقنابل والديناميت والمسدسات

لكنهم عدلوا عن فكرة القتل بالمسدس كذلك عدلوا عن ارتكاب الجريمة بطريقة القتل السريع وقرروا ارتكابها بوحشية ملفتة لاتهام أطراف أخرى وتصويرها بطريقة توهم الرأي العام أن دوافعها سياسية ودينية

فاختاروا طريقة الذبح كذلك قاموا بتعطيل الكاميرات

كانت تفاصيل عملية الذبح مروعة ومقززة لم يسبقهم إليها أحد

فبعد أن دخل الأستاذ منزله فوجئ بأبنائه وزميلهم الذين هاجموه على الفور وضربوه بشدة حتى فقد الوعي

ثم قاموا بتثبيته من يديه ورجليه

وطلب ولداه من شريكهما الثالث أن ينفذ الذبح

فقام بغرز السكين في فم الأب وأخرجها من رقبته عبر الدوس بقدمه على مقبض السكين ليسهل اختراقها للرقبة وخروجها من الجهة الأخرى

وقام بتكرار العملية مرة ثانية ومن نفس مكان الطعن الأول 

للتأكد من قتل الضحية

كان يمكن أن ينفذوا جريمتهم بطريقة سهلة لكنهم فضلوا هذه الطريقة لحرف الأنظار عن الفاعل الأصلي

والتلاعب بها وتصوير أن القتيل ذهب ضحية لجماعات مسلحة معارضة

اعترف أبناء الضحية أنهم نفذوا جريمتهم للاستيلاء على الأموال التي كان يحتفظ بها والدهم في المنزل

وتم اعتقال المتهمين الثلاثة وأودعوا السجن لينفذوا عقوبتهم

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا