📰 مقال: عين الغيط – تحقيق في حادث ماورائي من قلب الغربية
في عالم الصحافة، في حكايات بتوصل لحد باب الجرنال… وفي حكايات تسيب جواك إحساس إنك لازم تروح بنفسك وتشوف. الأسبوع اللي فات، وصلتني رسالة غريبة من شاب بيحلف إنه شاف “حاجة” في واحدة من قرى كفر الزيات.
مش مجرد أصوات… ولا خيالات… بيقول إنه شاف «جنية مائية ساكنة في المصرف» وإنها كل ليلة بتنادي عليه.
النوع ده من الكلام الناس يا بتضحك عليه… يا بتخاف منه.
وأنا – كصحفي – لا بحب أضحك ولا أحب أخاف… بحب أتأكد.
فقررت أسافر المكان… أسمع حكايته من لسانه، وأسجّل كل حاجة زي ما قالها، بالحرف.
اللي جاي ده… مش قصة مكتوبة.
ده اعتراف كامل قاله الشاب، وأنا نقلته هنا زي ما هو…
من غير ما أغيّر ولا كلمة، ولا ألمس حرف.
---
🕯️👁️ عين الغيط 👁️🕯️
(النص الأصلي كما رواه صاحبه – بدون أي تعديل)
انا محمد من طنطا
روحت كفر الزيات بسبب شغل مؤقت… كنت رايح أصلّح مواتير مية في واحدة من القرى اللي على أطراف كفر الزيات. الشغلانة كانت بسيطة… يومين وامشي. بس اللي حصل هناك… خلاني لحد النهارده مش قادر أعدّي من جنب أي أرض فاضية وأنا لوحدي. وصلت آخر النهار… قرية صغيرة هادية وكل الناس تقريبًا يعرفوا بعض. الراجل اللي كلمني على الشغل اسمه “عم صابر”، راجل طيب. أول ما وصلت بيته، قال لي: “هتقعد الليلة هنا، وبكره بدري نروح للمكان اللي فيه الموتور… وماتخرجش بالليل أحسن تتوه عن البيت.” ضحكت… افتكرته بيهزر. لكنه كان بيتكلم بجد. وأنا قاعد في الأوضة بالليل، الدنيا هادية فجأة سمعت صوت… صوت ستّ، ناعم وهادي بشكل مريب: “يا واد… يا واد… اسمعني…” الصوت كان جاي من ورا البيت… وكان هادي لدرجة تخوّف أكتر من الزعيق. وقفت عند الشباك… الضلمة ماليه الدنيا. وفي طرف الغيط… كان في حاجة بيضا بترفرف… زي قماشة. الغريب إنها بترفرف بعكس اتجاه الريح قولت يمكن حاجة ثابته ومش شايف كويس. الصبح بدري وأنا رايح مع عم صابر، الطريق فاضي… ولا كان فيه قماشة ولا أي علامة. سألته فجأة: “بقولك يا عم صابر… الصوت اللي بالليل… فيه حد بينادي من الغيط؟” عم صابر وقف وبص لي بتركيز… وقال. صوت ايه؟ قولتله صوت واحده بتنادي على ابنها تقريباً بتقول ياواد ياواد اسمعني. قالي بخوف مافيش حد هنا والمكان مافيهوش حد بليل غيرك ولو سعتها تاني متردش علشان ديه مش بشر. “ديه جنية مش نداهة ولا حكايات ناس. دي حاجة من نوع تاني مرعب وخيف واللي يدور او يمشي وراه يروح مايرجعش.” كلامه كان غريب… بس كان فيه خوف واضح. قبل ما نروح للموتور، اول يوم وصلت فيه حصل موقف بسيط… بس كنت ناسيه وأنا بتمشى قدّام البيت ، رجلي فلتت مني على حافة مصرف صغير ووقعت. فيه.مية لحد نص رجلي. قمت بسرعة… اتنفضت وطلعت بسرعة. بس بعد اللي حصل… فهمت إن اللحظة دي كانت البداية. وصلنا عند الموتور اللي هصلحه… كان جنب الترعة. وأنا شغال، لاحظت عم صابر بيتلفّت حواليه… قلقان…اكنه مستني حد. فسألته مالك يا عم صابر؟ قال لي بصوت واطي “اللي وقف هنا قبلك… سمع صوتها. ومشى وراها… ملقينهوش غير بعد أسبوع… ميت وعلامة كف معلمة على صدره اكن حد صافعة بس مش على وشه على صدره وعلامة تانية زيها على ضهره. الكلام خوفني بس قولت اكيد مش للدرجة ديه يعني. وبالليل… اتأخرنا لحد العشا. وأنا واقف قدام البيت… الصوت جه تاني يا واد تعالى عندي حاجة ليك. المرة دي كان الصوت أقرب… أحنّ… وأخطر. وأنا جسمي اتشد للصوت. رجعت بالعافية للأوضة وقفلت الباب.بس الصوت ماوقفش. “افتح… معرفتي بيك مش جديدة…”معرفتها بيا؟ أنا أصلاً غريب عن البلد. قعدت لحد الفجر صاحي… من غير ما أنام ثانية. الصبح، روحت لعم صابر وقلتله: “يا عم صابر… الليلة دي مايتسكتش عليها انا عايز افهم ايه ده عم صابر قعد وقال: “اسمع… الجِنّية دي مش من الجن اللي بيتنقلوا. دي جنية مائية… من النوع اللي بيسكن أماكن الحوادث. من زمان… بنت شابة غرقت هنا في طرف الغيط عند المصرف. وبعدها… جنية من الجن المائي استقرت مكان موتها… وأخد شكلها… وصوتها. النوع ده… بيفضل يحاوط المكان… ويروّع أي حد يدوس مطرحه. ساعات يقلّد الضحية بالظبط… وساعات يظهر على حقيقته. هو ده يابني على حد علمنا وعلم اهلنا الكبار قالوا كده. الكلام كان بيدخل جوايا واحدة واحدة…فقلتله طب هو مكانها فين بالظبط؟ بص لي وقال: “فيه أكتر من مكان… بس واحد منهم بيبقى الأخطر… اللي غرقت فيه البنت. ومكانه مش بعيد… المصرف اللي ورا البيت.” أنا اتجمدت. هوّ كان فاكر إيه؟سألته مرة تانية: “يعني إيه ورا البيت؟ قال: “فاكر لما حكيتلي أول ما جيت إنك وقعت في المصرف وانت بتتمشى؟ ساعتها ما قولتش حاجة… بس لما الصوت نده عليك… فهمت. انت… دست مطرحها الحقيقي. ساعتها ربطت كل حاجة… الصوت… القماشة اللي بترفرف… السكون كل ده سببه إن رجلي داست أرضها. لكن الليلة الأخيرة كانت النهاية اللي ما تتنساش. الصوت جه فجأة… مش هادي زي الأول خشونة… غرغرة. “وقفت فوقّي… لازم تِنزل…”الأوضة بردت… الحيطه بقت بيجري فيها الميّة اللمبة تنوّر وتطفى وفجأة… الحيطة اتشقّت زي أرض طريّة بتتفتح… وخرجت إيد إيد مبلولة… صوابع طويلة… سودة… وبعدين ظهر باقي جسمها… ستّ مبلولة. ووشها مش وش بشر… فم واسع والصوت طالع منه هادي ومرعب. “اللي يعدّي من فوقي… يبقى ليا…” جسمي اترفع من الأرض… اتسحبت ناحية الشق الهوا نفسه كان بيشدّني لجوا… وكانت لحظة… لحظة واحدة وهختفي. لكن… الباب اتفتح فجأة! عم صابر دخل… شايل راديو شغّال على سورة يس. أول آية سمعناها…الجنية اتلوّت…جسمها داب… رجع يرجع للحيطة وصوتها اتكسر: “مش… هسيبك…” وبعدين… اتقفلت الحيطة… كأن ولا حاجة حصلت. الصبح وأنا ماشي، سألت عم صابر: “كده خلاص؟ مش هترجع؟ بص لي وقال “القرآن رجّعها مطرحها… لكن اسمع… الجِنّية ما بتطلعش علشان اي حد… بتطلع علشان اللي قرب من مكانها قلتله وأنا جسمي بيبرد. يعني أنا…؟” قال: مابالك انت دوست بقى في مكانها ربنا يسترها عليك يابني رجعت بيتي… وافتكرت إن كل حاجة خلصت. لحد ما في يوم… وأنا بغسل رجلي…شفت نقطة ميّة صغيرة… على كعبي.مش بتنشف…ولا بتتمسح. وبالليل… قبل ما أنام…سمعت الصوت…مش من الحيطة… ومش من الترعة الصوت… جاي من تحت السرير: “واقف فوقّي… تاني.”
📝 ملاحظة:
بعد ما خلّص كلامه، قعد قدّامي ساكت كإنه لسه سامع الصوت…
وكان باين عليه إن اللي حصله مش مجرد "حكاية رعب"
لكن تجربة خلّت القرية كلها تعرف اسمه… وهو نفسه مش قادر ينساها.
أنا خرجت من عنده وأنا مش متأكد:
هل اللي شفته وسمعته مجرد تخيّلات شاب عاش ليلة صعبة؟
ولا فعلاً فيه كيانات ساكنة الأماكن اللي شهدت موت حد… وبتفضل مستنيه اللي يقرب منها؟
الحقيقة الوحيدة اللي قدرت أرجّحها…ع علشان هو بيقول
إن أهل القرية كلهم، من غير ما يتفقوا، قالوا نفس الجملة:
“اللي يدوس مطرحها… عمره ما بيرجع تاني.”
يمكن تكون مجرد أسطورة… ويمكن لأ. بس المؤكد…
إن "عين الغيط" مش مكان ينفع حد
يفضل واقف فيه لوحده… بعد الغروب.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا