االظاهرة الثانية

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-12-12

االظاهرة الثانية 

لغز الشاب الغري

هل استيقظت يوماً لا تعرف من أنت؟! وقررت أن تخرج من منزلك لتبحث عن هويتك؟! لتجد أنك شخص آخر تنتمي لعائلة أخرى!!!

من الجيزة من حي يسمى (الطالبية) محمود شاب في بداية العقد الثاني من عمره

شاب هادئ الطباع لا يتكلم كثيراً وكل أقاربه وجيرانه يحبونه لطيبته وهدوئه ولا تشوبه شائبة باستثناء المرض العقلي وبعض الاضطرابات النفسية التي حلت به تأثراً بوفاة عمته التي ربته منذ نعومة أظفاره ولكنه عرض على المصحات النفسية وتعافى منها إلى حد كبير

ذات يوم تخلف محمود عن المنزل أثناء فترة الثورات التي كانت تعيشها مصر في ذلك الوقت، وكثفت أسرة محمود جهودها من بحث وإعلانات في الجرائد ونشر لصور له في كل مكان، كما بحثت الأسرة داخل كل مراكز الإيواء والمشردين والمصحات وحتى مستشفيات التشريح ولكن دون جدوى فقد تبخر محمود!!!

نقف بالزمن هنا قليلاً ونطير هنالك إلى أقصى صعيد مصر

إلى مدينة أسوان حيث أسرة العم (ربيع), هذه الأسرة البسيطة التي حالها كحال بقية عائلات صعيد مصر والذي تغيب ابنه "أحمد" عن المنزل ولم يترك شاردة ولا واردة إلا وبحث عنه وذهب إلى كل نجع وكل قرية ولكن دون أي نتيجة

وفي يوم بائس وبينما كان يسير أحد أقارب العم (ربيع) إلى حقله الذي كان قريباً من منزل العم ربيع وإذ به يجد شاباً يعتري محياه الخوف والقلق وعند التحديق به جيداً والتدقيق نعم إنه أحمد ربيع المتغيب عن المنزل وبإحضاره إلى منزل والده تعالت الزغاريد والهتافات والعزائم فرحة بقدوم ابنهم أحمد بقي أحمد في منزل العم (ربيع) الذي قام باستخراج بطاقات تعريفية له وأوراقه الحكومية وشهادة الخدمة العسكرية وزوجه من أحد جيرانهم وعاش أحمد حياة هانئة في عائلة ريفية بسيطة يعيش في كنفهم ويقتات قوت يومه من ذلك المحل المجاور لمنزله الذي تعلم فيه سمكرة السيارات وأصبح ينفق على زوجته وبناته الأربعة. حتى جاء اليوم الذي تجلت فيه الحقائق التي أزاحت الستار عن أشياء يصعب فهمها؛ استيقظ أحمد في صبيحة أحد الأيام وسافر إلى حي الطالبية بالجيزة وما إن وصل إلى العنوان المنشود حتى خر الناس بكاء من شدة فرحهم .. لقد عاد محمود!

عاد محمود الشاب ابننا الذي اختفى منذ سنوات وبحثنا عنه في كل مكان، وتعالت الهتافات والأفراح وعند سؤاله أين كان كل هذه المدة أجابهم أنه كان يعيش مع أسرة في صعيد مصر وأطلقوا عليه اسم أحمد وهو كل هذه المدى يعلم أنه ليس ابنهم وأنه محمود الذي تربى بالجيزة

فظن أهل محمود أن ابنهم كان مختطفاً من قبل (عائلة العم ربيع) فابلغوا الشرطة وذهبت الشرطة والعائلة إلى ذلك المكان السحيق في أقصى أقصى صعيد مصر الذي يبعد أكثر من 1000 كيلو متر عن الجيزة!

وعند مواجهة العائلتين ببعضهم تمسكت كل عائلة بأن هذا الشاب هو ابنها وأنه كان مختطفاً من قبل العائلة الأخرى وأظهرت كل عائلة ما يثبت صحة ادعائها من صور لهذا الشاب في صغره مع أقاربه وأولاد عمومته وكانت المفاجأة!!!!! نعم إنه نفس الشخص في كل الصور عند العائلتين باختلافات بسيطة جداً جداً

غرابة القصة لن تنتهي عند هذا فحسب، فجدة هذا الشاب لأمه في كلا العائلتين اسمها "سلمى"

المهنة التي كان يعمل بها هذا الشاب سواء بالجيزة أو أسوان هي سمكرة السيارات، صور الشاب في صغره عند كل عائلة متقاربة جداً جداً إلى حد التطابق

هل سئمت عزيزي القارئ من كثرة المتشابهات؟

إليك الفاجعة التي ما إن عرفتها العائلتين حين جعلت أفواههم فاغرة وعيونهم جاحظة؛ فهذا الشاب له شقيقتين في أسرته بالطالبية وأيضاً أسرته بالصعيد له شقيقتين، وأن كلا الشقيقتين في كلا الأسرتين تحملان نفس الاسم: "آية وهالة "وعند سؤال هذا الشاب عن نسبه الحقيقي قال أنه ليس "أحمد" ولم يتكلم طول المدة التي مكث فيها بالصعيد خوفاً من طرده أو إهانته

!! واحتكمت كلا العائلتين إلى تحليل DN

فهو الذي سيثبت أحقية إحدى العائلتين بهذا الشاب الغريب وقصته الأغرب وبالفعل حدث ذلك وكانت المفاجأة والقشة التي قصمت ظهر البعير في عدم تطابق عينة دم أسرة الصعيد بهذا الشاب وأنه ليس ابنهم؛ فتعالت الهتافات والفرح

لكن مهلاً هل حقاً تم سحب عينة دم من أسرة الطالبية ومقارنتها بعينة دم الشاب

والمفاجأة التي عرفت بعد ذلك أنه لم يتم سحب عينة دم من الأسرة الأخرى خوفاً من عدم تطابق أيضاً عينة الدم وبذلك يتطور الأمر ويكونون بصدد قصة ستفتح عليهم أبواب لن يستطيعوا الصمود أمامها. وهكذا أغلقت هذه القصة العجيبة بأحقية أسرة محمود له وبذلك تنطوي قصة عجيبة تحمل بين ثناياها الكثير والكثير من الأمور التي تقشعر لها الأبدان وتشيب منها الولدان وتطلق العنان للعقل في الإبحار في أبعاد فوق قدراتنا نحن البشر!!

ولكن هل حقاً إذا كان هذا الشاب ينسب إلى أسرته القاطنة بالجيزة فكيف ظهر في أسوان ولماذا تحديداً بالقرب من منزل العم ربيع الذي هو الآخر يبحث عن ابنه المختفي والذي يتشابه مع هذا الشاب في الوصف؟! ثم هل يعقل أن طوال هذه المدة التي مكثها الشاب في أسوان مع عائلة ليست عائلته على حد قوله أنه لم يتكلم أبداً عن نفسه أو حتى مع زوجته؟! والأغرب من ذلك كيف أنه عند استخراج أوراقه وشهاداته الحكومية باسم أحمد، لماذا لم يتكلم ويقول أن اسمه محمود وظل ساكتاً طوال هذه المدة؟؟ ثم هل يعقل أن يتزوج الإنسان باسم ليس اسمه وهو يعلم ذلك؟ برأيي الشخصي أن الفترة التي اختفى فيها هذا الشاب من الجيزة وظهوره بالصعيد الذي قال هو عنها أنه لا يعلم كيف حدث ذلك وأنه لم يتذكر أي شيء في هذه المدة تحمل في جنباتها الكثير من الحلقات المفقودة التي ما إن عرفت فسوف تتجلى الكثير من الحقائق أم أن هناك حقاً أبعاد متداخلة وأكوان متعددة؟

أم حقاً يخلق من الشبة أربعين

؟!!؟.A.؟...!،!.،!.،!ب

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا